٢- ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة الطوائف الثلاث: الذين أنعم الله عليهم، المغضوب عليهم، الضالين، وأشار في سورة البقرة إلى شئون هذه الطوائف الثلاث.
فذكر الذين على هدى من ربهم.
وذكر الذين اشتروا الضلالة بالهدى.
وذكر الذين باءوا بغضب من الله.
وذكر السيوطي وجوهًا أخرى ظهرت له في الربط بين الفاتحة والبقرة وردت في تناسق الدرر، ص٧٨-٨٣، وهي بالاختصار:
١- الوجه الأول: أن البقرة تفصيل مجمل الفاتحة {الْحَمْدُ لِلَّه} فصلت في مواضع ١٥٢، ١٨٦، ٢٨٦ {رَبِّ الْعَالَمِين} فصلت في {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ٢١، ٢٢ وكذلك ٢٩، وكذلك قصة خلق آدم.
{إِيَّاكَ نَعْبُد} جميع فروع الشريعة، وردت في البقرة: الطهارة، الحيض، الصلاة، الجماعة، صلاة الخوف، الزكاة، الصوم، الحج.
{إِيَّاكَ نَسْتَعِين} ورد تفصيلها في البقرة شاملًا جميع علم الأخلاق، التوبة، الصبر، الشكر، الرضا، التفويض، المراقبة.
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} مفصل عن طريق ذكر طريق الأنبياء وقد حاد عنه اليهود والنصارى ١٤٢، ١٤٥، ٢١٣.
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} فصلت في ذكر النبيين ١٣٦، ١٣٧.
٢- الوجه الثاني: الحديث والإجماع على أن تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى، وذكروا في الفاتحة على حسب ترتيبهم في الزمان فعقب بسورة البقرة وجميع ما ذكر فيها من خطاب أهل الكتاب لليهود خاصة وما وقع فيها من ذكر النصارى لم يقع بذكر الخطاب. ثم عقبت البقرة بسورة