(٢) أي: فكن أيها الناظر للنظم، مطيعًا لما جاءت به الأخبار واقف أي: اتبع أهل الطاعة، من فرقة أهل السنة والجماعة، وفي إثبات الحوض للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عرصات القيامة وإثبات الكوثر وهو نهر في الجنة، أو هو الخير الكثير، ومنه النهر. وفي صحيح مسلم في الكوثر، قال: «هو نهر أعطانيه ربي في الجنة، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة» . وفي صحيح البخاري: «بينا أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت ما هذا يا جبرائيل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك» . وللترمذي وصححه «سئل: ما الكوثر؟ قال: ذاك نهر أعطانيه الله -يعني: في الجنة- أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر» . وقد تواترت الأحاديث من طرق تفيد القطع بنهر الكوثر، وكذلك أحاديث الحوض. وفي صحيح مسلم، في صفة الحوض: أنه يشخب فيه ميزابان من السماء، من نهر الكوثر. وصرح بعض أئمة السلف، أن الذي يتلخص من الأحاديث الواردة في صفة الكوثر: أنه نهر عظيم في الجنة والواردة في الحوض: أنه حوض عظيم، في عرصات القيامة، يمد من شراب الجنة، من نهر الكوثر. وقال القرطبي: الكوثر: حوضان؛ أحدهما في الموقف قبل الصراط؛ والثاني: في الجنة؛ وكلاهما يسمى كوثرًا، والله أعلم. وقوله: والشفاعة؛ أي: واتبع أهل السنة في إثبات الشفاعة. وهي لغة: الوسيلة والطلب. وعرفًا: سؤال الخير للغير؛ مشتقة من الشفع ضد الوتر، فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له.