ومن زعم أنها مكتسبة فهو زنديق، مخالف للكتاب والسنة فإن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين إلى الأجل، أي: أن النبوة فضل من الله، يمن بها على من يشاء، وكان ذلك ممتدا من آدم، إلى أن بعث الله خاتم النبيين محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. (٢) أي: ولم تزل الأنباء، في الزمن الذي مضى من الأزمان، من فضل الله ولطفه، تأتي بإبلاغ الشرائع، وإيضاح السبل لمن يشاء من الأمم الماضية، والقرون الخالية، فلم تخل الأرض من داع يدعو إلى الله، من لدن آدم، إلى أن بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي ختم الله به النبيين والمرسلين، وأكمل به الدين، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠] وفي الصحيحين عنه قال: «وأنا خاتم النبيين» . فلا نبي بعده - صلى الله عليه وسلم -. وأعلانا، أي: معشر أمة هذا النبي الكريم، على كل الأمم الماضية، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠] {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣] . أي: عدلًا خيارًا، وجعل علماءهم، كأنبياء بني إسرائيل، يحفظون ما أتى به هذا النبي الكريم، ويبلغونه أمته، تقوم بهم حجة الله على خلقه؛ وفي الصحيحين: «لا يزال أناس من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون» . يعني: بالحجة واللسان، والسيف والسنان. ولمسلم، وغيره: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» . وفي الصحيحين: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» . وفيهما أيضًا: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ فكبرنا، ثم قال: أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ فكبرنا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة» . وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته وهم أسبق الأمم خروجًا من الأرض، وإلى ظل العرش، وإلى القضاء، والجواز على الصراط، وعنه - صلى الله عليه وسلم -: «أنتم موفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله» . صححه أحمد وغيره.