وأتى بامرأة من الخوارج فقال يا عدوة الله ما خروجك على أمير المؤمنين ألم تسعى إلى قول الله ﷿:
لا كتب القتل والقتال علينا … وعلى الغانيات جر الذيول
فقالت: يا عدو الله حملني على الخروج جهلكم بكتاب الله واضاعتكم لحق الله وتوفي عوانة في سنة سبع وأربعين ومائة وله من الكتب كتاب التاريخ كتاب سيرة معاوية وبني أمية ويقال ان هذا الكتاب لمنجاب بن الحارث والصحيح أنه لعوانة قرأت بخط أبي عبد الله بن مقلة قال أبو العباس ثعلب جمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها الوليد بن يزيد بن عبد الملك ورد الديوان إلى حماد وجناد.
أخبار حماد: أبو القاسم حماد بن سابور بن المبارك بن عبيد وكان سابور يكنى أبا ليلى من سبي الديلم (١) سباه بن عروة بن يزيد الخيل ووهبه لابنته ليلى يخدمها خمسين سنة ثم ماتت فبيع بمائتي درهم فاشتراه عامر بن مطر الشيباني وأعتقه وقيل أن اسم أبي ليلى ميسرة وكان حماد ربما لحن في الشيء في أيام الوليد بن عبد الملك وعاش إلى سنة ست وخمسين ومائة وفيها مات وجالس المهدي وقال كنت أنشد الوليد الشعر الجيد فيطلب مني السفساف فأنشده فيطرب فاعلم أن الأمر مدبر ثم أنشد المهدي السفساف فيطلب مني الجيد الفحل فاعلم أن أمرهم مقبل وكان مولد حماد سنة خمس وسبعين ومات فرثاه محمد بن كناسة:
أبعدت من نومك الغرار فما … جاوزت حتى انتهى بك القدر
لو كان ينجي من الردى حذر … نجاك مما أصابك الحذر
يرحمك الله من أخ يا أبا … القاسم ما في صفاته كدر
فها كذا يفسد الزمان ويفنى … العلم منه ويدرس الأثر
ولم ير لحماد كتاب وانما روى عنه الناس وصنفت الكتب بعده.
أخبار جناد: أبو محمد جناد بن واصل الكوفي مولى بني أسد وقيل يكنى بأبي واصل ولم يكن له علم بالنحو إلا انه كان أعلم الناس بأشعار العرب وأيامها وكان يلحن كثيرا قرأت بخط أخي الشافعي قال صار جناد وإسحاق بن الجصاص إلى أبي عرار العجل الأعرابي وكان فصيحا فقال له جناد اسمع شيئا قلته فقال قل.
(١) الديلم: جيل سموا بأرضهم وهم في جبال قرب جيلان والديلم: ماء لبني عبس وقيل: بأرض اليمامة أنظر مراصد الأطلاع ٢/ ٥٨٠.