فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري … إلى دير هند كيف خطت مقابره
فقال إسحاق:
ترى عجبا مما قضى الله فيهم … رهائن حتف أوجبته مقادره
فقال أبو عرار:
بيوت ترى أقفالها فوق أهلها … ومجمع زور لا يكلم زائره
أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد بن الحارث بن اسما بن خارجة الفزاري وكان حرا فاضلا غير انه كان كثير الغلط في حديثه وتوفي بالمصيصة (١) سنة ثمان وثمانين ومائة وله من الكتب كتاب السير في الاخبار والاحداث رواه عنه أبو عمر ومعاوية بن عمرو الرومي وتوفي أبو عمرو هذا ببغداد سنة خمس عشرة ومائتين.
أخبار بن إسحاق: صاحب السيرة أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار مطعون عليه غير مرضي الطريقة يحكى أن أمير المدينة رقى اليه أن محمدا يغازل النساء فأمر بإحضاره وكانت له شعرة حسنة فوقف رأسه وضربه أسواطا ونهاه عن الجلوس في موخر المسجد وكان حسن الوجه يروى عن فاطمة بنت المنذر زوجة هشام بن عروة فبلغ هشاما ذلك فأنركه وقال متى دخل إليها ومتى سمع منها ويقال كان يعمل له الاشعار ويؤتى بها ويسئل أن يدخلها في كتابه في السيرة فيفعل فضمن كتابه من الاشعار ما صار به فضيحة عند رواة الشعر وأخطأ في النسب الذي أورده في كتابه وكان يحمل عن اليهود والنصارى ويسميهم في كتبه أهل العلم الأول وأصحاب الحديث يضعفونه ويتهمونه وتوفي سنة خمسين ومائة وله من الكتب كتاب الخلفاء رواه عنه الأموي كتاب السيرة والمبتدأ والمغازي رواه عنه إبراهيم بن سعد والنفيلي واسم النفيلي محمد بن عبد الله بن نمير النفيلي وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين بحران ويكنى أبا عبد الرحمن.
نجيح المدني: أبو معشر واسمه نجيح المدني مولى وكان مكاتبا لامرأة من
(١) المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى وقيل بتخفيف الصادين وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم كانت من الأماكن التي ترابط بها المسلمون قديما والمصيصة أيضا قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا أنظر مراصد الأطلاع ٣/ ١٢٨٠.