للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دام هذا فيكم" خرجه المخلص الذهبي والرازي والملاء في سيرته.

ومعناه في الصحيح من حديث حذيفة ولفظه عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ وما قال? فقلت: أنا، فقال: هات إنك لجريء، وكيف قال? قلت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فقال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر، قال: قلت: ما لك ولها يا أمير المؤمنين, إن بينك وبينها بابا مغلقًا؟ قال: فيكسر الباب أو يفتح? قال: لا بل يكسر، قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبدًا، قال: قلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب? قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة، إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب، فقلنا لمسروق: سله فسأله فقال: عمر، أخرجاه١.

وعن عبد الله بن سلام أنه مر بعبد الله بن عمر وهو نائم فحركه برجله وقال: من هذا? قال: أنا عبد الله ابن أمير المؤمنين، قال: قم يابن قفل جهنم, فقام عبد الله وقد تغير لونه حتى أتى والده عمر وقال له: يا أبت أما سمعت ما قال ابن سلام? قال: وما قال لك يا بني? قال: قال لي: قم يابن قفل جهنم، فقال عمر: الويل لعمر إن كان بعد عبادة أربعين سنة ومصاهرته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقضاياه بين المسلمين بالاقتصاد أن يكون مصيره إلى جهنم، قال: فقام عمر وتقنع بطيلسان له وألقى الدرة على عاتقه, فاستقبله عبد الله بن سلام فقال له: يابن سلام بلغني أنك قلت لابني: قم يابن قفل جهنم، قال: نعم قال: وكيف قلت: إني في جهنم حتى أكون قفلًا لجهنم? قال: معاذ الله يا أمير المؤمنين أن تكون في جهنم ولكنك قفل جهنم، قال: وكيف? قال: أخبرني أبي عن آبائه عن


١ البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>