الناس يبنيان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود، حتى تصير الناس أعمالهم إلى الجنة أو إلى النار، فيجزي الله كل نفس بما كسبت إن الله سريع الحساب، وكتبتما أنه كان يذكر لكما أنه سيأتي على الناس زمان يكون فيه إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم أولئك، وليس هذا زمان ذاك، إنما ذلك إذا ظهرت الرغبة والرهبة فكان رغبة الناس بعضهم إلى بعض في إصلاح دنياهم, وكتبتما إلي تعيذانني بالله أن ينزل كتابكما مني سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما، وإنما كتبتما إلي نصيحة، وإني قد صدقتكما فتعاهداني منكما بكتاب، فإنه لا غناء عنكما. خرجه في كتاب التحفة.
"سرح" تعنو فيه الوجوه: تخضع.
وعن أبي عوانة قال: كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى عبد الله بن عمر: أما بعد, فإنه من اتقى الله وقاه, ومن توكل عليه كفاه, ومن أقرضه جزاه, ومن شكره زاده، ولتكن التقوى عماد عملك وجلاء قلبك، فإنه لا عمل لمن لا نية له, ولا مال لمن لا رفق له, ولا جديد لمن لا خلق له. خرجه الصولي.
وعن ... ١ أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد, فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك بحجة, وأنفذ الحق إذا وضح؛ فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، آسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك ولا يطمع الشريف في حيفك، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحًا أحل حرامًا أو حرم حلالًا، لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق، فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، الفهم الفهم