فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب والسنة، واعرف الأمثال والأشباه ثم قس الأمور عند ذلك فاعمد إلى أحبها إلى الله -عز وجل- وأشبهها بالحق فيما ترى، واجعل لمن ادعى بينة أمدًا ينتهي إليه، فإن أحضر بينة أخذت له بحقه وإلا وجهت القضاء عليه، فإن ذلك أجلى للعمى وأبلغ في العذر, المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودًا في حد ومجربًا في شهادة زور أو ظنينًا في ولاء أو وراثة، إن الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم البينات, وإياك والغلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذخر، فإنه من يصلح نيته فيما بينه وبين الله تعالى ولو على نفسه يكفيه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك يشينه الله، فما ظنك بثواب الله -عز وجل- وعاجل رزقه وخزائن رحمته?!!. والسلام عليك. خرجه الدارقطني.
"شرح" أدلى يقال: أدلى دلوه: أرسلها، ودلاها: أخرجها, والظنين بالظاء: المتهم وبالضاد: البخل والأول المقصود, الغلق: ضيق الصدر ورجل غلق: سيئ الخلق وأغلق الأمر إذا لم ينفسح, وغلق الرهن إذا لم يجد مخلصًا, والشين: العيب.
وروي أنه كتب له أيضًا:
أما بعد، فإن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته وأشقاهم من شقيت به رعيته، وإياك أن تزيغ فتزيغ عمالك فيكون مثلك عند الله مثل البهيمة نظرت إلى خضرة من الأرض ورعت تبتغي بذلك السمن، وإنما حتفها في سمنها، والسلام.
"شرح" تزيغ: تميل, حتفها: هلاكها, وكان يكتب إلى أهل الأمصار: علموا أولادكم العوم والفروسية.
وعن كرام بن معاوية قال: كتب إلينا عمر: أن أدبوا الخيل ولا ترفعن