الشام وعالم أهل العراق يحتاجان إلى عالم أهل الحجاز, وعالم أهل الحجاز لا يحتاج إليهما. أخرجه الحضرمي ويريد -والله أعلم- بالعالم هنا الأعلم يكون أعلم من كان في كل موضع ذلك المذكور، وإن جاز أن يكون بالحجاز من هو أعلم من عالمي الشام والعراق دون علي، والله أعلم.
وعن عبد الله بن عياش الزرقي وقد قيل له: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب، فقال: إن لنا أخطارا وأحسابا ونحن نكره أن نقول فيه ما يقول بنو عمنا, قال: كان علي رجلا نلعابة -يعني مزاحا- وكان إذا فزع فزع إلى ضرس من حديد، قال: قلت: وما ضرس من حديد? قال: قراءة القرآن وفقه في الدين وشجاعة وسماحة. أخرجه أحمد في المناقب.
وعن سعيد بن عمر بن سعيد بن العاص قال: قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: ألا تخبرني عن أبي بكر وعلي -رضي الله عنهما- فإن أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم إن الناس صاغية إلى علي? فقال: أي ابن أخي، كان له والله ما شاء من ضرس قاطع السطة في النسب، وقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته، والسابقة في الإسلام والعلم بالقرآن، والفقه، والسنة، والنجدة في الحرب، والجود في الماعون, كان له والله ما يشاء من ضرس قاطع. أخرجه المخلص الذهبي.
وعن محمد بن كعب القرظي قال: كان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو حي: عثمان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود من المهاجرين، وسالم مولى أبي حذيفة مولى لهم. أخرجه أبو عمر.
وعن محمد بن قيس قال: دخل ناس من اليهود على علي بن أبي طالب، فقالوا له: ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمسا وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضا؛ قال: فقال علي: قد كان صبر وخير، قد كان صبر وخير، ولكنكم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم: {يَا مُوسَى اجْعَلْ