للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدعو عليك إن كنت صادقًا? قال: نعم؛ فدعا عليه، فلم ينصرف حتى ذهب بصره.

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدعو عليًّا، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني، فعدت فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال لي: "عد إليه، ادعه فإنه في البيت" قال: فعدت أناديه، فسمعت صوت رحى تطحن، فشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد، فناديته، فخرج إلي منشرحا فقلت له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوك، فجاء، ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينظر إلي، ثم قال: "يا أبا ذر، ما شأنك?" فقلت: يا رسول الله، عجيب من العجب، رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها أحد يرحى، فقال: "يا أبا ذر, إن لله ملائكة سياحين في الأرض، وقد وكلوا بمؤنة آل محمد" أخرجهن الملاء في سيرته, وأخرج أحمد في المناقب حديث علي بن زاذان خاصة.

وعن فضالة بن أبي فضالة قال: خرجت مع أبي إلى ينبع, عائدًا لعلي وكان مريضًا، فقال له أبي: ما يسكنك بمثل هذا المنزل? لو هلكت لم يلك إلا الأعراب -أعراب جهينة- فاحتمل إلى المدينة فإن أصابك بها قدر وليك أصحابك وصلوا عليك، وكان أبو فضالة من أهل بدر، فقال له علي: إني لست بميت من وجعي هذا، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلي أن لا أموت حتى أضرب ثم تخضب هذه -يعني لحيته- من هذه -يعني هامته- فقتل أبو فضالة معه بصفين. أخرجه ابن الضحاك.

ذكر اتباعه للسنة:

عن جابر -رضي الله عنه- حديثه الطويل في صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: أن عليا قدم من اليمن ببدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ماذا قلت حين فرضت الحج?" فقال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك -صلى الله عليه وسلم. أخرجاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>