أنكحها إياه، وذلك كله قبل أن يولد علي بن أبي طالب, والمراد بهذا الإيمان اليقين بصدقه, وسيأتي ما يشهد له في الحديث بعده.
عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر: ألست أحق الناس بهذا الأمر؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟ خرجه البغوي وأبو حاتم.
وعن ابن عباس أن أبا بكر صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثماني عشرة سنة وهم يريدون الشام في تجارة حتى نزلوا منزلًا فيه سدرة, فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له: بحيرا يسأله عن الدين فقال: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذاك محمد بن عبد الله قال: والله هذا نبي الله, ما استظل تحتها أحد بعد عيسى ابن مريم إلا محمدا -صلى الله عليه وسلم- فوقع في قلب أبي بكر اليقين, خرجهما في فضائله. وهذا يفسر قول ميمون بن مهران وهو أنه أراد بإسلام أبي بكر ما وقر في قلبه من اليقين وإلا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج خديجة وسافر إلى الشام قبل مبعثه -صلى الله عليه وسلم. وعن أبي نضرة قال: قال أبو بكر لعلي: أنا أسلمت قبلك -في حديث طويل- فلم ينكر ذلك علي -رضي الله عنه. وعنه عن أبي سعيد أن أبا بكر الصديق قال: ألست أول من أسلم؟ وعن عمار بن ياسر قال: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر, خرجه الصوفي عن يحيى بن معين. وعن عمرو بن عبسة قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بعكاظ فقلت: من معك في هذا الأمر؟ فقال:"حر وعبد" وليس معه إلا أبو بكر وبلال, وقال: انطلق حتى يمكن الله لنبيه ثم نجيبه, وفي بعض طرقه أنه أتاه بمكة فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- مستخفيًا وذكر معناه, خرجه مسلم في قصة طويلة من حديث أبي أمامة.
"شرح" عكاظ: اسم سوق للعرب بناحية مكة, كانوا يجتمعون فيه كل سنة فيقيمون شهرًا ويتبايعون ويتناشدون الشعر ويتفاخرون, فلما جاء