للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام هدم ذلك كله, قاله الجوهري. وعن زر عن عبد الله قال: كان أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد, فأما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمنعه الله بعمه أبي طالب, وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه, وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس, فما منهم من أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله -عز وجل- وهان على قومه, فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد, خرجه أحمد في مسنده وابن السري.

"شرح" صهروهم يقال: صهرته فانصهر أي: أذبته فذاب فهو صهير, ومنه: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} فكأنهم أذابوهم بالشمس, والصهار: ما ذاب من الشحم.

وعنه أنه قال: أول من أظهر إسلامه بسيفه: النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر, خرجه الواحدي.

ذكر أقاويل العلماء في أول من أسلم, وبيان اختلافهم, والجمع بين الأحاديث المختلفة:

لا خلاف بين أهل الأثر أن أبا بكر كان رجلًا لما آمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واختلفوا: هل كان علي مولودًا حين بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- أم لا؟ وممن ذهب إلى أن أبا بكر أول من أسلم: ابن عباس وحسان بن ثابت وأبو أروى الدوسي وأسماء بنت أبي بكر والنخعي وابن الماجشون ومحمد بن المنكدر والأحسني, ذكره صاحب الصفوة وأبو عمر وغيرهما.

قال أبو عمر: وممن ذهب إلى أن عليا أول من أسلم من الرجال: سلمان وأبو ذر والمقداد وخباب وجابر وأبو سعيد الخدري وزيد بن الأرقم وهو قول ابن شهاب وعبد الله بن محمد ومحمد بن كعب وقتادة, واتفقوا على أن خديجة أول من أسلم مطلقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>