للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: ولعلَّ الهمزة منقلبة عن حرف عِلَّة مُلحَق بالأصل. فالجواب أنَّ حمل الكلمة على ذلك يؤدِّي إلى كون الكلمة من باب: سَلِسَ وقَلِقَ. وذلك قليل جِدًّا. فحُملت على الباب الأوسع. وأيضًا فإنَّ العرب لم تُلحِق من بنات الثلاثة ببنات الأربعة شيئًا على وزن "فَعْلاء"، لم يوجد من كلامها مثل حمراء [٥٦ب] منوَّنًا١.

فإن٢ قيل: ولعلَّ الواو زائدة، ووزن الكلمة "فَوعالٌ" نحو: تَوراب٣. فالجواب أنَّ هذا البناء قليل، فلا ينبغي أن يُحمل عليه. وأيضًا فإنَّه يؤدِّي إلى الدخول في باب: دَدَن، وهو أقلُّ من باب: سَلِسَ.

فأمَّا٤ من منع الصرف فالهمزة عنده زائدة، والكلمة من باب: سَلِسَ.

وكذلك٥ الصِّيصِيةُ والدَّوداةُ والشَّوشاةُ. فأمَّا الصِّيصِية٦ فمن مضعَّف الياء. وأمَّا الدَّوداة٧ والشَّوشاة٨ فمن مضعَّف الواو.

ولا ينبغي أن يُدَّعى في صِيصية٩ أنها في الأصل "صِوْصِيةٌ"، فقلبت الواو ياء للكسرة قبلها، لأنَّه خروج عن الظاهر بغير دليل. وأيضًا فإنها لو كانت من ذوات الواو لقالوا في الجمع "صَواصٍ"، لتحرُّك الواو وزوال الكسرة. فلمَّا قالوا: صَياصٍ، علمنا أنها من ذوات الياء. قال تعالى١٠: {مِنْ صَيَاصِيهِمْ} . ولا تُجعل الياء الثانية زائدة ويكون وزن الكلمة "فِعْلِية" نحو عِفرِية١١؛ لأنَّ في ذلك دخولًا١٢ في باب: قَلِقَ. وهو قليل.

وكذلك الدَّوداة والشَّوشاة١٣ لو جُعلت الواو فيهما زائدة١٤ لكانا١٥ من باب: دَدَن.


١ كذا. وجاء عن العرب: طرفاءٌ وحلفاءٌ وقصباءٌ في أسماء النبات. انظر التاج "طرف" و"قصب". وزاد بعده في م: "فأمَّا من منع الصرف فالهمزة عنده زائدة والكلمة من باب سلس". وسترد هذه العبارة بعد فقرة.
٢ م: وإن.
٣ التوراب: التراب.
٤ قدمت هذه العبارة في م فأثبتت بعد "مثل حمراء منونًا". وكذلك في بعض النسخ كما جاء في حاشية ف. انظر التعليقة ذات الرقم١.
٥ المنصف ٢: ١٧٨-١٧٩.
٦ الصيصية: الشيء يُحتمى به كالحصن وغيره.
٧ الدوداة: لعبة للصبيان.
٨ الشوشاة: المرأة الكثيرة الحديث. م: السوساة.
٩ م: صيصة.
١٠ الآية ٢٦ من سورة الأحزاب.
١١ العفرية: الداهية.
١٢ م: دخول.
١٣ م: السوساة.
١٤ سقط من م.
١٥ م: لكان.

<<  <   >  >>