ابن منجك يعني الذي بنظر الأوقاف رسم بتتمة عمارتها وبياضها فكتب الناظر الحساب وذهب إليه وتظلم وكتب بيد الشيخ تقي الدين اللوبياني عشرين ألفا وكسرا فرسم أن تسترجع منه ومن غيره لأجل العمارة وطلب لشيخ تقي الدين ورسم عليه ثم إن القاضي أي القضاة نجم الدين دخل في القضية ووفق الأمر على أن يزن ألفين وتقبل منها لشخص كذا فاحتال ذلك الشخص حتى أثبتها في ذمته بطريق شرعي وكتب بها وثيقة ثم آل الأمر أن اشتكى خصمه عليه في هذا اليوم إلى النائب يعني بلبك العلائي فلما حضر اللوبياني دخل الأمير محمد بن منجك عند النائب فتكلم فيه عند النائب وشكا عليه وقال: إنه أخذ من مال الوقف عشرين ألفا وهو حذر ما يعطي أحدا شيئا فلم يسمع النائب لتقي الدين اللوبياني كلاما ومده وضربه ضربا كثيرا حتى قيل إنه أكثر من ثلاثمائة عصا ثم أعتذر النائب بأنه ما عرفه وذهبت في كيسه انتهى. قلت ناب في تدريس هذه المدرسة القاضي شهاب الدين الملكاوي ولم نعلم عمن وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الدماغية.
فائدة: قال تقي الدين الأسدي في ترجمة السيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف المتقدم ذكره: واستولى على عدة تداريس منها الشامية الجوانية وأخذ منها جملة أموال ولم يذكر بها درسا واحدا بل لم يقع التدريس في مجموع عمره رحمه الله تعالى.