بمبلغ كثير وجاءني كتابه في هذه الأيام يسألني في ذلك وكان لها سنين لم يحضر بها أحد والمدرس يعني محيى الدين المصري والمعيد يعني اللوبياني يقبضان معلومها كاملا ويحصل للفقهاء شيء يسير جدا انتهى. ثم قال في ذي القعدة سنة تسع وأربعين: وفي يوم الأحد خامسه حضرت بالمدرسة الشامية الجوانية ثم الظاهرية والتقوية انتهى. وولي الإعادة بهذه المدرسة جماعات منهم الإمام العلامة بقية السلف مفتي الشام جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي محيي الدين الحسن بن محمد بن عمار بن متوج بن جرير الحارثي المعروف بابن قاضي الزبداني ميلاده في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وستمائة وسمع الحديث من جماعة وكتب بخطه بعض الطباق وتفقه على الشيخ برهان الدين الفزاري وكمال الدين بن قاضي شهبة وكمال الدين بن الزملكاني وأذن له بالفتوى ودرس قديما بالنجيبيه سنة ست وعشرين ثم بالظاهرية الجوانية والعادلية الصغرى كما يأتي فيهن وأعاد بالمدرسة الشامية ودرس بها نائبا عن غيره مدة.
قال الحافظ ابن حجي السعدي: وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيدة بخط حسن وعبارة محررة حتى كان شيخه برهان الدين فيما بلغنا يثني عليه في ذلك واشتهر بدمشق في شأن الفتوى وصار المشار إليه في ذلك ويقال إنه لم يضبط عليه فتوى أخطأ فيها وكان معظما تخضع له الشيوخ ويقصد لقضاء حوائج الناس عند القضاة وغيرهم ويمشي بنفسه في قضاء ذلك وعنده تواضع وأدب توفي في مستهل المحرم سنة ست وسبعين وسبعمائة شهيدا بالطاعون ودفن بالصالحية ومنهم العلامة نجم الدين ابن الحابي وقد تقدمت ترجمته في الدماغية ومنهم الشيخ تقي الدين اللوبياني.
قال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في شهر رجب سنة إحدى وعشرين وثمانمائة: وفي يوم الاثنين رابع عشريه وقع أمر ينكر جدا لم يقع نظيره في هذه الأزمان وهو أن الشيخ تقي الدين اللوبياني بيده إعادة الشامية الجوانية وقد عمرت وهو يباشرها ويقبض معلومها هو والمدرس فلما جاء الأمير محمد