موضعهم بباب البريد وبقي هذا المكان متعطلا مع أنه في غاية الحسن فسكن تجار آخر وامتد السوق الذي بباب الساعات إليه انتهى. وقال في جمادى الأولى من هذه السنة: وفي يوم الاثنين سادس عشره أغلق التجاردكاكينهم بباب البريد وتضجروا منها وزعموا أنها ضيقة عليهم وسألوا النقلة إلى النحاسين يعني سوق الذراع وكانوا قد سمعوا في ذلك غير مرة فلم يجابوا فلما كان في هذا الوقت أجيبوا إلى ذلك وانتقل التجار من باب البريد ومن الزابوق الذي عند باب البيمارستان الصغير من باب النحاسين إلى باب تحت الساعات ضمن السوق جمع ثلاثة أنفس وانتقل النحاسون إلى باب البريد وكذلك العنبرانيون والوراقون واستقر الأخفافيون بالزابوق وانتقل الفرايون إلى قاسارية يلبغا التي عمرت في هذه السنة وقف جامع يلبغا انتهى. وقال في شهر رمضان منها وفي يوم الجمعة ثانيه رأيت المؤذنين يسلمون ويؤذنون بالمنارة الغربية وأظنه أول يوم إذن فيها بعد عمارتها من فتنة تمرلنك وفي هذا اليوم نقل بيع الكتب من باب البريد إلى الجامع إلى باب مأذنة العروس ثم انكر هذا بعد جمع وأعيد إلى مك أنه آخر الشهر انتهى. وقال فيه: في شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة وفي هذه الأيام انتقل الإمام الأول إلى مشهد النائب فإنه لا يصلى في صحن الجامع عند باب الذي مقابل المحراب ويصلي بعد الثاني هناك فلما جاء المطر انتقل الأول إلى مشهد النائب والثاني إلى الجهة الشرقية عند مشهد عروة انتهى. وقال في شهر رمضان منها: وفي هذا الشهر فرغ من تبيض شاذروان الفوارة وجرى فيه الماء وذلك بأمر وزير مصر انتهى. وقال في تاسع شوال منها: ثم جرى من الغد يوم الأربعاء عاشره قضية منكرة أيضا وذلك أن السلطان ركب من دار السعادة في عصر اليوم المذكور ومعه جماعة يسيرة فنزل إلى الجامع الأموي فوجد الإمام الأول يصلي فجاء إلى المقصورة وأمر بإقامة الصلاة فأقيمت وصلى مع الأول ثم خرج ورسم بترخيم الحائط الشرقي والغربي داخل الجامع ولم يكن مرخما سوى القبلي والباقي مبيض وقيل أنه رسم بعمارة المأذنة الغربية أيضا ووصوا على المتصدرين لا غير مع أخذ مالهم في المدارس من الجوامك والشعير من الضياع ثم ما أخذ من الأوقاف ثم جباية المسقف خمسة