للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابنه عاصم بن عبد الله بن يزيد، ولي خراسان (١)، فقدم عليه أسد بن عبد الله القسريّ فحبسه، فقال عاصم:

تخاصمني بجيلة ثمّ يقضي … عليّ بها لبئس الحكم ذاكا

حباك خليلك القسريّ قيدا … لبئس على الصداقة ما حباكا

فأطلقني فداك أبي وأمي … أسيرا طالما انتظر الفكاكا

بمرو الشاهجان (٢) إذا تروّت … حديدة ساقه بدم دعاكا

وقال أيضا لمسلمة بن عبد الملك، وكانت الرّباب بنت زفر بن الحارث عند مسلمة، وكان يأذن لأخويها الهذيل وكوثر في أول النّاس:

أمسلم قد منيتني ووعدتني … مواعيد صدق إن رجعت مؤمّرا

أيدعى الهذيل ثمّ أدعى وراءه … فيا لك مدعى ما أذل وأحقرا

وكيف ولم يشفع لك اللّيل كلّه … شفيع إذا ألقى قناعا وميزرا

فلست براض عنك حتى تحبني … كحبّك صهريك الهذيل وكوثرا

فقال الهذيل:

ما فخر فخّار عليّ وإنّما … نشأنا وأمّانا معا أمتان

أبي كان خيرا من أبيك وأفضلت … عليك قديما جرأتي وبياني


(١) ولي عاصم بن عبد الله خراسان سنة ١١٦ هـ بعد وفاة الجنيد بن عبد الرّحمن.
وعزل عنها سنة ١١٧ هـ ليحل محله أسد بن عبد الله القسري، وكان عاصم كتب إلى هشام بن عبد الملك: «أمّا بعد يا أمير المؤمنين، فإنّ الرائد لا يكذب أهله، وإن خراسان لا تصلح إلّا أن تضم إلى صاحب العراق؛ فتكون موادّها ومنافعها ومعونتها في الأحداث والنوائب من قريب، لتباعد أمير المؤمنين عنها وتباطؤ غياثه منها».
(٢) مرو الشاهجان: أو مرو العظمى، أشهر مدن خراسان وقصبتها.
معجم البلدان ٥/ ١١٢.

<<  <   >  >>