تنبيهات
التنبيه الأول - علم مما تقدم أن أل التعريفية قسمان
القسم الأول - لام العهد الخارجي، وتحته أنواع ثلاثة: صريحي - وكنائي وحضوري.
والقسم الثاني - لام الجنس: وتحته أنواع أربعة: لام الحقيقة من حيث هي - ولام الحقيقة في ضمن فرد مبهم - ولام الاستغراق الحقيقي - ولام الاستغراق العرفي.
التنبيه الثاني - (استغراق المفرد أشمل) من استغراق المثنى، والجمع، واسم الجمع لأن المفرد: يتناول كل واحد واحد من الأفراد، والمثنى إنما يتناول كل اثنين اثنين، والجمع إنما يتناول كل جماعة جماعة - بدليل صحة (لا رجال في الدار) إذا كان فيها رجل أو رجلان - بخلاف قولك (لا رجل) : فانه لا يصح إذا كان فيها رجل أو رجلان وهذه القضية ليست بصحيحة على عمومها، وانما تصح في النكرة المنفية، دون الجمع المعروف باللام - لأن المعروف بلام الاستغراق يتناول كل واحد من الأفراد نحو «الرجال قوامون على النساء» بل هو في المفرد أقوى، كما دل عليه الاستقراء وصرح به (أئمة اللغة وعلماء التفسير) في كل ما وقع في القرآن العزيز - نحو (أعلم غيب السموات والأرض) - (والله يحب المحسنين) - (وعلم آدم الأسماء كلها) - إلى غير ذلك من آي الذكر الحكيم - كما في المطولات.
[المبحث التاسع في تعريف المسند إليه بالإضافة]
يؤتى بالمسند إليه معرَّفا بالاضافة إلى شيء من المعارف السَّابقة لأغراض كثيرة.
(١) منها أنها أخصر طريق إلى إحضاره في ذهن السامع - نحو: جاء غلامي - فا، هـ أخصر من قولك: جاء الغلام الذي لي.
(٢) ومنها تعذر التعدد: أو تعسره - نحو: أجمع أهل الحق على كذا - وأهل مصر كرامٌ.
(٣) ومنها الخروج من تبعة تقديم البعض على البعض - نحو: حضر امراء الجند.
(٤) ومنها التعظيم للمضاف نحو: كتاب السلطان حضر او التعظيم للمضاف إليه - نحو: الأمير تلميذي - أو غيرهما: نحو: أخو الوزير عندي.
(٥) ومنها التحقير للمضاف - نحو: ولدُ اللص قادم
أو التحقير للمضاف إليه - نحو: رفيق زيد لصٌ - أو غيرهما: نحو: أخو اللصّ عند عمرو
(٦) ومنها الاختصار لضيق المقام: لفرط الضَّجر والسآمة - كقول جعفر بن علبة «وهو في السجن بمكة»
التنبيه الثالث - قد يعرف الخبر بلام الجنس لتخصيص المسند إليه بالمسند المعرف وعكسه «حقيقة» نحو: هو الغفور الودود، ونحو - وتزودوا فان خير الزاد التقوى أو «ادعاء» للتنبيه على كمال ذلك الجنس في المسند إليه نحو: محمد العالم - أي الكامل في العلم - أو كماله في المسند - نحو الكرم التقوى (أي لا كرم إلا هي)
هواي مع الرّكب اليمانين مُصعد جنيبٌ وجثماني بمكة مُوثقُ (١)
(١) أي - من أهواه وأحبه ذاهب مع ركبان الابل، القاصدين إلى اليمن، منضم إليهم، مقود معهم، وجسمي مقيد بمكة، محبوس وممنوع عن السير معهم - فلفظ هواي أخصر من الذي أهواه - ونحوه.