طبع المجنس فيه نوع قيادة أو ما ترى تأليفه للأحرف وبملاحظة ما قدمنا يكون فيه استدعاء لميل السامع والاصغاء إليه، لأن النفس تستحسن المكرر مع اختلاف معناه، ويأخذها نوع من الاستغراب، وتلخيص القول في الجناس: أنه نوعان، تام، وغير تام - فالتام هو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة، نوع الحروف، وشكلها من الهيئة الحاصلة من الحركات والسكنات، وعددها، وترتيبها وغير التام، وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة كقول الله تعالى (والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) وكقول الشاعر: ... وسميته يحيى ليحيا فلم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل وكقوله: ... أشكو وأشكر فعله فاعجب لشاك منه شاكر طرفي وطرف النجم فيه كلاهما ساه وساهر وكقول ابن الفارض: ... هلا نهاك نهاك عن لوم امرىء لم يلف غير منعم بشقاء وكقوله: لو زارنا طيف ذات الخيال أحيانا ونحن في حفر الأجداث أحيانا وقو الخنساء: - ان اببكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح وقول المعري: - لم نلق غيرك انسانا يلاذ به فلا برحت لعين الدهر إنسانا وقول الحريري: - لا أعطى زماني من يخفر ذمامي ولا أغرس الأيادي في أرض الأعادي