وأما القرينة التي تعين المراد من المجاز، فليست شرطا، واعلم أن كلا من المجاز والكناية في حاجة إلى قرينة، ولكنها في المجاز مانعة، وفي الكناية غير مانعة. (٢) سمى (مرسلا) لاطلاقه عن التقييد بعلاقة واحدة مخصوصة، بل له علاقات كثيرة، واسم العلاقة يستفاد من وصف الكلمة التي تذكر في الجملة - وليس المقصد من العلاقة إلا بيان الارتباط والمناسبة، فالفطن يرى ما يناسب كل مقام، وقيل سمى (مرسلا) لأنه أرسل عن دعوى الاتحاد المعتبرة في الاستعارة (٣) وكقول الشاعر: له أياد على سابغة أعدُّ منها ولا أعددها وكقوله: ... ... قامت تظللني من الشمس نفس أحب إلى من نفسي ... ... قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس فائدة: القصد من العلاقة: أنما هو تحقق الارتباط - والذكي يعرف مقال كل مقام، ثم ان (العلاقة) قيل تعتبر من جهة المعنى المنقول عنه، الذي هو الحقيقي - وقيل تعتبر من جهة المعنى المنقول إليه، لأنه المدار - وقيل تعتبر من جهتهما، رعاية لحقيهما. واعلم أن اللفظ الواحد: قد يكون صالحاً بالنسبة إلى معنى واحد، لأن يكون مجازا مرسلا، واستعارة باعتبارين.