للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثامن في تقسيم التشبيه باعتبار الغرض إلى مقبول وإلى مردود]

ينقسم التشبيه باعتبار الغرض: إلى حسنٍ مقبول، وإلى قبيح مردود

(١) فالحسن المقبول - هو ما وفى بالأغراض السابقة، كأن يكون المشبه به أعرف من المشبه في وجه الشبه، إذا كان الغرض بيان حال المشبه، أو بيان المقدار، أو أن يكون أتم شيء في وجه الشبه، إذا قصد الحاق الناقص بالكامل، أو أن يكون في بيان الامكان مسلم الحكم، ومعروفاً عند المخاطب، إذا كان الغرض بيان امكان الوجود، وهذا هو الأكثر في الشبيهات، إذ هي جارية على الرَّشاقة، سارية على الدًقة والمبالغة ثم إذا تساوى الطرفان في وجه التشبيه عند بيان المقدار كان التشبيه كاملا في القبول، والا فكلما كان المشبه به أقرب في المقدار إلى المشبه كان الشبه أقرب إلى الكمال والقبول.

(٢) والقبيح المردود - هو ما لم يف بالغرض المطلوب منه، لعدم وجود وجه بين المشبه والمشبه به: أو مع وجوده لكنه بعيد.

تنبيهات

(الأول) بعض اساليب التشبيه أقوى من بعض في المبالغة، ووضوح الدلالة ولها مراتب ثلاثة:

«أ» (أعلاها) وأبلغها ما حذف فيها الوجه والأداة، نحو: على أسد - وذلك أنك ادعيت الاتحاد بينهما بحذف الأداة - وادعيت التشابه بينهما في كل شيء بحذف الوجه ولذا سمى هذا تشبيها بليغا.

«ب» (المتوسطة) ما تحذف فيها الأداة وحدها، كما تقول (على أسد شجاعة) أو يحذف فيها وجه الشبه - فنقول على كالأسد، وبيان ذلك: أنك بذكرك الوجه حصرت

<<  <   >  >>