للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أ) كإطلاق المصدر على اسم المفعول، في قوله تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيء) - أي مصنوعه.

(ب) وكاطلاق اسم الفاعل على المصدر، في قوله تعالى (ليس لوقعتها كاذبة) أي تكذيب.

(جـ) وكإطلاق اسم الفاعل على اسم المفعول، في قوله (لا عاصم اليوم من أمر الله) - أي لا معصوم.

(د) وكإطلاق اسم المفعول على اسم الفاعلن في قوله تعالى (حجاباً مستورا) أي ساتراً.

والقرينة على مجازية ما تقدم، هي ذكر ما يمنع ارادة المعنى الأصلي.

المبحث الثالث في تعريف المجاز العقلي وعلاقاته (١)

المجاز العقلي: هو إسنادُ الفعل، أو ما في معناه (من اسم فاعل، أو اسم مفعول أو مصدر) إلى غير ما هو له في الظاهر، من حال المتكلم، لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد إلى ما هو له.

أشهر علاقات المجاز العقلي

(١) الإسناد إلى الزمان، نحو: (من سره زمن ساءته أزمان) أسند الاساءة والسرور إلى الزمن، وهو لم يفعلهما، بل كانا واقعين فيه على سبيل المجاز

(٢) الاسناد إلى المكان، نحو: (وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم) فقد أسند الجرى إلى الانهار، وهي أمكنة للمياه، وليست جارية بل الجاري ماؤها.

(٣) الاسناد إلى السبب، نحو:

إنّي لمن معشر أفنى أوائلهم قيلُ الكماة ألا أين المُحامونا؟

فقد نسب الافناء إلى قول الشجعان، هل من مبارز؟؟

وليس ذلك القول بفاعل له، ومؤثر فيه، وإنما هو سبب فقط

(٤) الاسناد إلى المصدر - كقول أبي فراس الحمداني

سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

فقد أسند الجد إلى الجد، أي الاجتهاد، وهو ليس بفاعل له، بل فاعله الجاد - فأصله جد الجاد جدا، أي اجتهد اجتهاداً، فحذف الفاعل الأصلي وهو الجاد، واسندَ الفعل إلى الجد.

(٥) إسناد ما بني للفاعل إلى المفعول - نحو: سرني حديث الوامق فقد استعمل اسم الفاعل، وهو الوامق، أي (المُحبُّ) بدل الموموق، أي المحبوب، فان المراد: سررت بمحادثة المحبوب.

(٦) إسناد ما بني للمفعول إلى الفاعل، نحو: (جعلت بيني وبينك حجاباً مستوراُ) أي ساتراً، فقد جعل الحجاب مستورا، مع أنه هو الساتر.

تنبيهات

(أ) كما يكون هذا المجاز في الإسناد، يقع في النسبة الاضافية، نحو جرى الأنهار، وغراب البين، ومكر الليل: فنسبة الجري إلى الأنهار مجاز علاقته المكانية، ونسبة البين إلى الغراب، مجاز علاقته السببية، ونسبة المكر إلى الليل مجاز، علاقته الزّمانية

(ب) الفعل المبني للفاعل، واسم الفاعل، إذا أسندا إلى المفعول فالعلاقة المفعولية، والفعل المبني للمجهول، واسم المفعول، إذا أسندا إلى الفاعل فالعلاقة الفاعلية، واسم المفعول المستعمل في موضع اسم الفاعل مجاز، علاقته الفاعلية، واسم الفاعل المستعمل في موضع اسم المفعول مجاز، علاقته المفعولية.

(جـ) هذا المجاز: مادةُ الشاعر المفلق، والكاتب البليغ، وطريق من طرق البيان، التي لا يستغنى عنها واحد منهما.

تطبيق على أشهر علاقات المجاز العام

اذكر علاقات المجاز المرسل: فيما يلي

(١) أبا المسك أرجو منك نصراً على العِدا وآمل عزا تخضب البيض بالدم (٢)

ويوماً يغيظ الحاسدين وحالةً أقيم الشقا فيها مقام التنعمُّ (٣)

(٢) قال الله تعالى: (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم).

(٣) ذهبنا إلى حديقة غناء

(٤) بنى اسماعيل كثيرا من المدارس بمصر

(٥) تكاد عطاياه يجنُ جنونها إذا لم يعوذها برقية طالب (٤)

الاجابة

(١) عزاً يخضب البيض بالدم

إسناد خضب السيوف بالدم إلى ضمير العز غير حقيقي، لأن العز لا يخضب السيوف، ولكنه سبب القوة، وجمع الأبطال الذين يخضبون السيوف بالدم، ففي العبارة مجاز عقلي، علاقته السببيه.

«ب» ويوماً يغيظ الحاسدينن


(١) سعى عقليا، لأن النجوز فيهم من (العقل) لا من (اللغة) كما في المجاز اللغوي.
(٢) أبا المسك: كنية كافور الاخشيدي، والبيض السيوف، يقول: أرجو منك أن تنصرني على أعدائي، وأن توليني عزاً أتمكن به منهم، وأخضب سيوفي بدمائهم.
(٣) يقول: وأرج أن أبلغ بك يوماً يغتاظ فيه حسادى، لما يرون من إعظامك لقدرى، وكذلك أرجو أن أبلغ بك حالة تساعدني على الانتقام منهم، فأتنعم بشقائي في حربهم.
(٤) يعوذها يحصنها، ورقية ما يرقى بها الانسان من عين حاسد.

<<  <   >  >>