(٢) فاذا كان معنى البيان (الايضاح) كان متعديا، وان كان بمعنى (الظهور) كان لازماً يقال: بينت الشيء: أوضحته، وبان الشيء ظهر واتضح - وكذلك تقول أبنت الشيء وأبان الشيء - وكذلك بينت الشيء أظهرته، وبين الشيء ظهر - وكذلك تبينت الشيء، وتباين الشيء، واستبنت الشيء، واستبان الشيء، بمعنى واحد، والتبيان بالكسر البيان، والكشف، والايضاح. (٣) أي يعرف من حصل تلك الاصول كيف يعبر عن المعنى الواحد بعبارات بعضها أوضح من بعض. فعلم البيان: علم يستطاع بمعرفته إبراز المعنى الواحد بصور متفاوتة، وتراكيب مختلفة في درجة الوضوح، مع مطابقة كل منها مقتضى الحال، المحيط بفن البيان. الضليع من كلام العرب منشورة ومنظومة، إذا أراد التعبير عن أي معنى يدور في خلده ويجول بضميره. استطاع أن يختار من فنون القول، وطرق الكلام ما هو أقرب لمقصده..وأليق بغرضه، بطريقة تبين ما في نفس المتكلم من المقاصد، وتوصل الأثر الذي يريده به إلى نفس السامع في المقام المناسب له، فينال الكاتب والشاعر والخطيب من نفس مخاطبيه إذا جود قوله، وسحرهم ببديع بيانه، ولا بد في علم البيان من اعتبار (المطابقة لمقتضى الحال) المعتبرة في علم المعاني، فمنزلة (المعاني) من (البيان) منزلة الفصاحة من البلاغة.