للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث في تقسيم القصر باعتبار طرفيه]

ينقسم القصر باعتبار طرفيه (المقصُور والمقصور عليه)

سواء أكان القصر حقيقياً أم إضافياً إلى نوعين:

(أ) قصر صفة على موصوف: هو أن تحبس الصفة على موصوفها وتختص به، فلا يتَّصف بها غيره، وقد يتَّصف هذا الموصوف بغيرها من الصفات.

مثاله من الحقيقي (لا رازق إلا الله)

ومثاله من الإضافي، نحو: لا زعيم إلا سعد

«ب» قصر موصوف على صفة، هو أن يحبس الموصوف على الصفة ويختصّ بها، دون غيرها، وقد يشاركه غيره فيها.

مثاله من الحقيقي، نحو: ما الله إلا خالق كلّ شيءٍ (١)


(١) قصر الموصوف على الصفة في القصر الحقيقي، لا يكاد يوجد لتعذر الاحاطة بصفات الشيء، حتى يمكن إثبات شيء منها ونفي ما عداها - ويكثر القصر الحقيقي في قصر الصفة على الموصوف، بخلاف القصر الاضافي الذي يأتي كثيرا في كل من قصر الصفة على الموصوف، وقصر الموصوف على الصفة - واعلم أن المراد بالصفة هنا الصفة المعنوية التي تدل على معنى قائم بشيء، سواء أكان اللفظ الدال عليه جامداً أو مشتقاً، فعلا أو غير فعل، فالمراد بالصفة ما يحتاج إلى غيره ليقوم به كالفعل ونحوه وليس المراد بها (الصفة النحوية المسماة بالنعت)
(٢) فقد قصر الله محمداً على صفة للرسالة، نفى عنه أن يظن في أمره الخلود، فلا يموت - أو يقتل

<<  <   >  >>