[المبحث العاشر في تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من الملائمات، وعدم اتصالها]
تنقسم الاستعارة: باعتبار ذكر «ملائم المستعار منه» أو باعتبار ذكر ملائم المستعار له» أو باعتبار عدم اقترانها بملا يلائم أحدهما إلى ثلاثة أقسام: مطلقة، ومرشحة، ومجردة.
(١) فالمطلقة: هي التي لم تقترن بما يلائم المشبه والمشبه به: نحو (ينقضون عهد الله) أو ذكر فيها ملائمها معاً - كقول زهير
لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذّف له لبدٌ أظفاره لم تُقلَّم
استعار الأسد: للرجل الشجاع، وقد ذكر ما يناسب المستعار له، في قوله «شاكى السلاح مقذف» وهو التجريد، ثم ذكر ما يناسب المستعار منه، في قوله «له لبد أظفاره لم تقلم» وهو الترشيح، واجتماع التجريد والترشيح يؤدى إلى تعارضهما وسقوطهما، فكأن الاستعارة لم تقترن بشيء - وتكون في رتبة (المطلقة) .
«ب» والمرشحة - هي التي قرنت بملائم المستعار منه «أي المشبه به» نحو: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم) استعير الشراء للاستبدال والاختيار، ثم فرع عليها ما يلائم المستعار منه (من الربح والتجارة) ، ونحو: من باع دينه بدنياه لم تربح تجارته «وسميت مرشحة: لترشيحها وتقويتها بذكر الملائم» وترشيح الاستعارة التصريحية متفق عليه
«جـ» والمجردة - هي التي قرنت بملائم المستعار له «أي المشبه» نحو: اشتر بالمعروف عرضك من الأذى.
«وسميت بذلك: لتجريدها عن بعض المبالغة، لبعد المشبه حينئذ عن المشبه به بعض بعد» وذلك يبعد دعوى الاتحاد الذي هو مبني الاستعارة، ثم اعتبار الترشيح والتجريد: إنما يكون بعد تمام الاستعارة بقرينتها سواء أكانت القرينة مقالية أم حالية - فلا تعد قرينة المصرحة تجريداً ولا قرينةُ المكنيّة ترشيحا - بل الزائد على ما ذكر