للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجب كون جملتيها فعليتّين ماضويتين، نحو: لو أتقنت عملك لبلغت أملك.

وتسمى «لو» حرف امتناع لامتناع - كقوله تعالى (لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا) ونحو: (ولو شاءَ لهَداكم أجمعين) أي انتفت هدايته إيّاكم، بسبب انتفاء مشيئته لها.

تنبيهات

الأول - عُلم مما تقدم: أن المقصود بالذّات من الجملة الشرطية هو الجواب: فاذا قلت إن اجتهد فريد كافأته، كنت مخبراً بأنك ستكافئه، ولكن في حال حصول الاجتهاد، لا في عموم الأحوال (١)

ويتفرع على هذا: أنها تُعد خبرية أو إنشائية باعتبار جوابها

الثاني - ما تقدَّم من الفرق بين «إن» و «إذا» هو مقتضى الظاهر وقد يخرجُ الكلام على خلافه، فتستعملُ «إن» في الشرط المقطوع بثبوته أو نفيه - لأغراض كثيرة

«أ» كالتجاهل - نحو قول المعُتذر - إن كُنتُ فعلتُ هذا فعن خطأ.

«ب» وكتنزيل المخاطب العالم منزلة الجاهل: لمخالفته مقتضى علمه

كقولك للمتكبر توبيخاً له - إن كنتَ من تراب فلا تفتخر

«جـ» وكتغليب غير المُتَّصف بالشرط على المتَّصف به: كما إذا كان السفر قطعي الحصول لسعيد، غير قطعي لخليل، فتقول ان سافرتما كان كذا (٢) وقد


(١) قال السكاكي: قد يقيد الفعل بالشرط لاعتبارات تستدعى التقييد به ولا يخرج الكلام تقيييده به عما كان عليه من الخبرية والانشائية - فالجزاء إن كان خبرا: فالجمة خبرية نحو إن جئتني أكرمك أي أكرمك لمجيئك، وإن كان إنشاء فالجملة انشائية، نحو إن جاءك خليل فأكرمه، أي أكرمه وقت مجيئه، فالحكم عنده في الجمل المصدرة بأن وأمثالها في الجزاء، وأما نفس الشرط فهو قيد للمسند فيه، وقد خرجته الأداة عن الخبرية واحتمال الصدق والكذب.
(٢) أي ففيه تغليب لمن لم يقطع له بالسفر على من قطع له به، فاستعملت (إن) في المجزوم: وهو من قطع له به بسبب تغليبه على من لم يقطع له به - وهذا السبب مساغ لذكر (إن) - واعلم أن التغليب (الذي هو أن يعطى أحد المصطحبين، أو المتشاكلين حكم الآخر) باب واسع يجري في أساليب كثيرة لنكات عديدة، سمحت بها المطولات في هذا المقام، واعلم أيضاً: أن المقصود بالذات من جملتي الشرط والجواب: هو جملة الجواب فقط، وأما جملة الشرط فهي قيد لها، فاذا قلت إن زارني سليم أكرمته فالمقصود أنك ستكرم سليما، ولكن في حال زيارته لك، فتعد الجملة اسمية أو فعلية أو خبرية أو إنشائية: باعتبار الجواب كما سبق توضيحه مفصلا: فارجع إليه إن شئت

<<  <   >  >>