(٢) فجملة شفاه الله خبرية لفظاً انشائية معنى: والعبرة بالمعنى - واعلم أن الجملة الأولى المدلول عليها بكلمة «لا» جملة خبرية إذ التقدير «لا يره حاصل له» وهكذا يقدر المحذوف بحسب كل مثال يليق به. (٣) كما حكى: أن (أبا بكر) مر برجل: في يده ثوب، فقال له: أتبيع هذا: فقال) الرجل «لا - يرحمك الله» فقال أبو بكر «لا تقل هكذا» قل «لا - ويرحمك الله، وهكذا إذا سئلت عن مريض: هل أبل؟ ؟ فقل «لا - وشفاه الله» حتى لا يتوهم السامع أنك تدعو عليه، وأنت تريد الدعاء له، فالجملة الأولى المدلول عليها بكلمة «لا» خبرية، والثانية إنشائية في المعنى، لأنها لطلب الرحمة الشفاء، وكان الواجب الفصل بينهما، لولا ما يسببه الفصل من الوهم. (٤) فجملة (يقول) في محل رفع خبر المبتدأ، وكذلك جملة: (ويفعل) معطوفة على جملة يقول: وتشاركها بأنها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ، فاشتراك الجملتين في الحكم الاعرابي يوجب الوصل وحكم هذه الجملة حكم المفرد المقتضى مشاركة الثاني للأول في إعرابه والأحسن أن تتفق الجملتان في الاسمية والفعلية، والفعليتان في الماضوية والمضارعية أي: أن تعطف الاسمية على مثلها، وكل من الماضوية والمضارعية على مثلها وكذا الاسميتان في نوع المسند من حيث الافراد - والجملة - والظرفية: ولا يحسن العدول عن ذلك إلا لأغراض «أ» كحكاية الحال الماضية، واستحضار الصورة الغريبة في الذهن، نحو: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله، ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) «ب» وكافادة التجدد في إحداهما، والثبوت في الأخرى - نحو: (أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين) فقد لوحظ في الأولى إحداث تعاطى الحق وفي الثانية الاستمرار على اللعب، والثبات على حالة الصبا - ونحو: الصديق يكاتبني وأنا مقيم على وده، وذلك لأن الدلالة على التجدد تكون بالجملة الفعلية، وعلى الثبات بالجملة الاسمية - ومثل هذا: يحصل عند إرادة المضي في إحداهما والمضارعية في الأخرى..