(٢) الحمولة ما يحمل فيه ويوضع والمقصد من التشبيه وجود شيء أسود داخل أبيض واعلم أن التشبيه يعود فيه الغرض إلى المشبه يكون وجه شبهه أتم وأعرف في المشبه به، منه في المشبه، كما في السكاكي، وعليه جرى أبو العلاء المعري في قوله (ظلمناك في تشبيه صدغيك بالمسك) وقاعدة التشبيه نقصان ما يحكى - وشراح التلخيص اشترطوا الأعرفية ولم يشترطوا الاتمية، وفي المطول والأطول ما يلفت النظر - فارجع اليهما. (٣) التشبيه المقلوب: ويسمى المنعكس، هو ما رجع فيه وجه الشبه إلى المشبه به وذلك حين يراد تشبيه الزائد بالناقص ويلحق الأصل بالفرع للمبالغة، وهذا النوع جار على خلاف العادة في التشبيه، ووارد على سبل الندور وانما يحسن في عكس المعنى المتعارف كقول البحتري في طلعة البدر شيء من محاسنها وللقضيب نصيب من تثنيها والمتعارف تشبيه الوجوه الحسنة بالبدور، والقامات بالقضيب في الاستقامة، والتثنى لكنه عكس ذلك مبالغة - هذا إذا أريد الحاق كامل بناقص في وجه الشبه، فان تساويا حسن العدول عن (التشبيه) إلى الحكم (بالتشابه) تباعداً واحترازا من ترجيح أحد المتساويين على الآخر، كقول أبي اسحاق الصابي تشابه دمعي إذ جرى ومدامتي فمن مثل ما في الكأس عيني تسكب فو الله ما أدرى أبا لخمر أسلبت جفوني أم من عبرتي كنت أشرب وكقول الصاحب بن عباد رق الزجاج وراقت الخمر فتشابها وتشاكل الامر فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدج ولا خمر.