وبهذا تعلم أن الطلب هنا منحصر في هذه الأنواع الخمسة لاختصاصها بكثير من اللطائف البلاغية. (٢) أي لأنه لا يليق طلب الحاصل، فلو استعمل صيغ الطلب لمطلوب حاصل امتنع إجراؤها على معانيها الحقيقة، ويتولد من تلك الصيغ ما يناسب المقام، كطلب دوام الايمان والتقوى في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله) - وهلم جرا. (٣) ويكون الانشاء الطلبي أيضا، بالعرض والتحضيض، ولكن لم يتعرض لهما البيانيون لأنهما مولدان على الأصح من الاستفهام والتمني - فالأول من الهمزة مع لا النافية في «ألا» والثاني من هل ولو للتمنى مع لا وما الزائدتين في «هلا والا» بقلب الهاء همزة. وكذا: لولا ولوما - واعلم أن الانشاء الطلبي نوعان - الأول ما يدل على معنى الطلب بلفظه ويكون بالخمسة المذكورة، والثاني ما يدل على معنى الطلب بغير لفظه كالدعاء.