الدنيا، فهذا كالشوك في الأرض الجرداء، لا فائدة منه إلا أن يكون وقوداً للأفران.
[صنوف العلوم]
العلوم في أهدافها ثلاثة: فعلم للدار الآخرة، فإن صحِبته النية الخالصة نجَّى من النار، وعلم للدنيا، فإن صحِبته العزيمة الصادقة، نجَّى من الفقر، وعلم للهو، ففيه المهانة في الدنيا والهلاك في الآخرة.
[العلوم للمجتمع]
العلوم للمجتمع ثلاثة: علوم الفقراء؛ وهو ما تحتاج إليه الأمة الضعيفة لتستوي على قدميها، كعلم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وما أشبهها. وعلوم الأغنياء؛ وهو ما تحتاج إليه الأمة القوية، لتستمر في أداء دورها الحضاري، كعلوم الذرة والفضاء، وكل ما يؤدي إلى تطور المكتشفات والمخترعات. وعلوم المترفين؛ وهو ما يشغل به بعض أبناء الأمم القوية أنفسهم من بحوث لا تزيد في تطور الحضارة, ولكن توسع آفاق المعرفة النظرية، كأبحاث علم النفس الحيواني، من عواطف الحب عند الحيوانات، ودقائق معيشتها وما أشبه ذلك، وبعض الناس عندنا يريدون أن نكون من المتخمين، وبطوننا خاوية.