للهجرة يبلغ عشر معشار عددها عندهم اليوم، وهي الآن لا يتلى منها عشر معشار ما كان يتلى حينذاك، وما يتلى بتفهم وتدبر لا يبلغ عشر معشار ما يتلى بغير تفهم وتدبر، فلا تعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضر عشر معشار ما كان يفعله في نفوسهم في الماضي.
[القرآن والأجيال]
كانوا يتعلمون مع القرآن العمل به، ثم أصبحوا يتعلمون العمل به، فكيف لا يكون الفرق بين أجيالنا وأجيالهم عظيماً جدًّا؟
[أدب القرآن]
أدب القرآن هو أدب الحياة المناضلة بشرف، البناءة بسمو، المكافحة بتفاؤل، المدافعة ببأس، المهاجمة بحق، المتعاملة بحب، المتعاونة بوفاء، المرحة بوقار، المتنعمة باعتدال، العزيزة بتواضع، القوية برحمة، العاملة بقناعة، المترئسة بشورى، المرؤوسة بيقظة، الحاكمة بحزم، المسالمة بحذر، المتحضرة بخلق، المتعبدة بعلم، الماشية على الأرض ونظرها في السماء، السائرة في الدنيا نحو العلاء، وفي الآخرة نحوالبقاء، فأي أدب في آداب الأمم يهدف هذه الأهداف؟ وأي جيل في العالم أكرم من جيل يتخلق بهذا الأدب؟
[القرآن وحملة الحضارة]
لو كنا نحن أرباب هذه الحضارة للفتنا الدنيا إلى أدب