وعطاؤك تفضل، ومنعك تأديب وكل خير فمنك، والشر منك لا ينسب إليك، والقليل منك كثير، والطل من فيضك غدير، وأي مكان في كونك العظيم لا يملؤه الجلال؟ وأي شيء من صنعك البديع لا يكسوه الجمال؟ وأي أمرمما يسرنا ليس إليك فضله؟ وأي أمر مما يسوؤنا ليس علينا وزره؟ تباركت يا ذا العظمة والعلم والحكمة! كيف لا نعبدك وقد سجدت لك الأرض والسموات؟ وكيف لا نحمدك فقد غمرتنا من جودك البركات؟ وكيف لا نحبك وقد توالت علينا من عطائك الرحمات؟ وكيف لا نخشاك وعذابك في لمح البصر يجعل الديار خراباً؟ وكيف لا نرجوك ورحمتك تحيي الأرض بعد أن كانت مواتاً؟ وتجعل الماء الأجاج عذباً فراتاً؟ وكيف لا ندعو إليك وأنت تدعو إلى درا السلام؟ وكيف لا نثني عليك وأنت الذي بددت بنورك سحب الظلام والأوهام؟ فاهدنا بفضلك صراطك المستقيم، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
[لنا الله من هؤلاء!]
لنا الله من قوم لهم أحلام الملوك وعزائم الصعاليك! ولنا الله من قوم لهم دعاوى الصديقين وأعمال الشياطين! ولنا الله من جماعات بألسنتهم شعارات الخلاص، وبأيديهم قيود العبودية! ولنا الله من صحب كنا منهم ملء السمع والبصر،