... هذه أيها السادة هي أهم ما تمتاز به العقلية التي كانت توجه سياسة الجامعة، فانهزمت وألصقت بنا عار هذه الهزيمة.
أما نحن: فما زلنا نعلن منذ انتهت معركة فلسطين، أننا لم نخسر إلا الجولة الأولى منها، وأن تلك الجولة لم تخسرها شعوبنا ولا أمتنا، وإنما خسرها رؤساؤنا وملوكنا وقادتنا العسكريون فحسب! .. فلا مجال ليائس ولا لشامت أن يشمت من هزيمة الجامعة فيتخذ منها وسيلة لمحاربة الفكرة التي قامت عليها.
[لا تزال الجامعة محط آمالنا]
... إن فكرة الجامعة هي فكرة القدر الذي أبى ألا تكون دنيا العرب دنيا واحدة في مصالحها وآلامها وآمالها، وإن تمايزت في قطر منها عن قطر، وتباينت في ثقافتها أو مشاكلها ما بين بلد وبلد .. ومن ثم فنحن لا نزال نرى الجامعة العربية رمزاً لآمالنا البعيدة، ومهوى لأفئدتنا الكليمة، ولكن ذلك لا يتم إلا إذا سارت الجامعة بعد الآن خطى وعقلية جديدة، تقوم على الحقائق التالية:
[مصلحة الجماهير قبل مصلحة العروش]
أولاً: إن مصلحة العروش والرئاسات هي من مصلحة الشعوب والجماهير .. فلا سلطان لعرش فقد سلطانه في قلوب