شعبه، ولا كرامة لرئيس فقد شعبه كل مظاهر الكرامة في حياته!
إن كرامة أمتنا في أن تتحرر من الجهل والفقر والضعف والظلم والخوف والرذيلة .. فليحرر ملوكنا ورؤساؤنا شعوبهم من هذه القيود، تكن لهم كرامتهم وسلطانهم في الأفئدة والقلوب، وما دام في دنيا العرب شعب يخاف من الحاكم أن ينقده فيكبل بالأغلال، وحاكم يخاف من معارضيه في الرأي فيرى فيهم متآمرين على حكمه وحياته.
فلن تستطيع الدنيا العربية أن تحطم قيود الأعداء من حولها .. إن الشعوب لا تساق إلى ميادين المجد بالنار والضغط والإكراه، وإنما تساق إليها بالعقيدة ولذة التضحية ورغبة الاستشهاد.
كبرياء الشعب إن أذللتها ... لن تراه في العلى يهوى الزحاما
وهوادي الرأي أما احتبست ... في صدور القوم أفلتَّ الزماما
إن على ملوك الجامعة ورؤسائها أن يعطوا شعوبهم الحرية، لا هبةً ولا منة ولا صدقة! بل حقًّا مقدساً لهذه الجماهير يعادل حق الحياة بل لا حياة دونه! فمن اغتصبه كان شرًّا ممن يغتصب الأموال، ومن حال دون تمتع الأمة به كان أشد - في نظر الحق والتاريخ - جريمة ممن ينتزع من نفس واحدة حياتها .. إن حرية الشعوب هي مفتاح انطلاقها في معارج المجد، فمن شاء أن يدخل من باب الخلود فليفتح لأمته باب الحرية على مصراعيه، ومن أبى إلا أن يغلقه دونها فليفعل ثم لن يكون أعز