التجاؤك إلى الله عند النكبات، لا ينافيه الأخذ بالأسباب؛ فهو الذي أمر بها ودل عليها ويسر لها، وأقامها تحقيقاً لمصالح عباده ورحمة منه بهم، والخائف إذا التجأ إلى حمى قوي عزيز، فأشار عليه بدخول حصن من حصونه ففعل، كان ذلك أتم في الخضوع، وأجلب للحماية.
[الإخلاص والرياء]
لا تحتقر عملاً قدمته بنية خالصة؛ فالقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل، والمحاسب الخبير لا تعجبه كثرة الدنانير، وإنما تعجبه جودتها.
[اقبل عذر المسيء]
لا تعنت أخاك أو جارك إذا اعتذر إليك بعد أن أساء، فالله الغني عن عباده، القوي على عقابهم، يقبل عذر مسيئهم، وتوبة مخطئهم، فما أحراك وأنت الضعيف الذي لا تملك لنفسك ضرًّا ولا نفعاً؟
[موت الجسم وموت القلب]
إن الناس يجزعون إذا مات جسم عزيز عليهم، ويحزنون ويبكون. وتراهم لا يحركون ساكناً إذا مات قلبه وانطفأت روحه، وأين يقع موت الأجسام من موت القلوب؟