الأحرار بشؤونهم! أم الثمن هو أن ندفع خطراً موهوماً تفصلنا عنه آلاف الأميال؟ ولكن لِم يريدوننا أن لا ندفع الخطر الجاثم فوق صدورنا وعلى حدودنا وفي قلب بلادنا؟ .. إن أمتنا أكرم في نظر التاريخ وعند الله من أن تعطي رقبتها للجزارين الذين طعنوها بسكين في ظهرها ما تزال دماؤها تقطر منها ولا تزال جراحها تتنزى!.
[وجوب العناية بالروح والأخلاق]
ثالثاً إن الأمم لا تبني أمجادها إلا بقوتين متعاونتين: قوة من سلاح وقوة من روح .. وأنا لا أريد بالروح تلك الانهزامية الاتكالية الواهنة التي تفر من الحياة، ولا أريد بها تلك القوة المكذوبة التي نسجها الغرور أوهاماً تملأ أدمغة الشبان الأبرياء! كلا! إنما أعني بالروح: تلك القوة المبدعة الخلاقة التي تنشئ الحياة .. تلك الفضائل التي بنت بها أمتنا الممالك وشادت الحضارات، وخاضت بها معارك التحرير في القديم والحديث، إنها الروح المستمدة من الإيمان بالله وبشرائعه، وهي الروح التي تفقدها أمم الحضارات اليوم، فهي أبداً ما تزال تنقلب من جحيم إلى جحيم. ولن تعرف الاستقرار والسعادة إلا يوم تتعرف إلى روحنا نحن، وتتقدم لتأخذها من يدي محمد والمسيح عليهما السلام!.
إن أمتنا وهي على عتبة حياة مليئة بتكاليف الكفاح وأعباء النضال، في حاجة إلى هذه الروح التي تحبب لها الفداء،