الذين يطمسون وجه الشريعة المشرق بجمودهم أسوأ أثراً من الذين يطمسونه بجحودهم.
[يا مواكب الحجيج (كتبت في اليوم الأول من ذي الحجة)]
يا مواكب الحجيج! هل تعلمون أنكم خلّفتكم وراءكم قلباً يخفق كخفق قلوبكم، قد أقعده المرض عنكم، وساقه الشوق معكم، فلا تهبطون وادياً، ولا تصعدون شرفاً، ولا تؤدون شعيرة إلا وهو معكم، ولكنه موثق بحبال الله، فاذكروه كما يذكركم، لعل الله يرحمه كما يرحمكم، وادعوا له كما تدعون لأنفسكم؛ فإن دعوة المؤمن لأخيه المؤمن في ظهر الغيب مستجابة كما قال رسولكم، وكحلوا أعينكم عنه برؤية أرض درج عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم، وانبثق منها النور، ودارت على ثراها رحى أولى معارك النصر، ففي ذلك تقوية لإيمانه وإيمانكم، وبعث لعزيمته وعزائمكم. وإذا تعلَّقتكم بأستار الكعبة فابكوا عنه كما تبكون عن أنفسكم، فما أنتم أولى بالبكاء منه، ولا هو أقل رجاءً للرحمة منكم.
[يا زوار الحبيب الأعظم]
يا زوار الحبيب الأعظم! إذا وقفتم بين يديه فأبلغوه السلام عن محب سفح الدمع يوم لقيه، ومزق القلب يوم