العامة ودوائر الدولة، ارتد إليك طرفك خاسئاً وهو حسير! .. وهذا التباين البشع بين الأقوال والأعمال، وبين الوعود والواقع أهم ما تتميز به سياستنا الداخلية، وأبرز ما يتصف به زعماؤنا السلبيون!. ألم يقل رئيس الوزراء في حديثه الصحفي الأخير: إن موجة الغلاء قد خفت، وإن الناس يعيشون بسلام؟ .. بينما الجماهير البائسة تفتش بعيون حادة وتستعين ب"الجماهير" لترى شيئاً عن هذا فلا تجده ولا تعثر عليه!.
الواقع أننا نخوض أشد المعارك هولاً وخطراً في تاريخنا ونحن بغير سلاح! والمسؤول عن هذا هم هؤلاء الذين يكونون خارج الحكم، فإذا هم أشد الناس رغبة في العمل، فإذا حكموا عملوا .. ولكن لأنفسهم ولجاههم ولنفوذهم، وأخيراً لنجاحهم في الانتخابات! .. أما تسليح الأمة بكل سلاح يعيدها للظفر في معركة الموت أو الحياة، فهذا أبعد من أن يعملوا له بل أبعد من أن يفكروا فيه، وتعالوا أيها السادة نحاسبكم بلسان هذه الأمة التي وضعتكم فوق رؤوسها، ورفعتكم إلى ميادين الزعامة، وانتطرت منكم أن تكونوا لها فكنتم - واأسفاه - عليها وإن أبت بياناتكم وألسنتكم أن تعترف بذلك!.
إن أول سلاح تحتاج إليه أمة كأمتنا هو سلاح العقيدة، أي سلاح الإيمان الذي مكن لعشرات الألوف من أبناء الجزيرة العربية أن يتغلبوا على أكبر دول العالم، وأن يحكموا شعوباً تعد بعشرات الملايين! .. هذا الإيمان بل هذه العقيدة، ماذا