للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موت، ويا أهل النار خلود فلا موت} (١) ، والمذبوح هنا ليس هو ملك الموت كما يظن البعض حاشاه من ذلك، وإنما المذبوح هو الموت نفسه على صورة كبش أملح، لأن الموت مخلوق والحياة مخلوقة كما أخبر الله تعالى.

وعن دوام النار يقول الله تعالى: " فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " (٢) ، وقال تعالى: {خالدين فيها أبدا} (٣) ، (وما هم بخارجين من النار} (٤) ، (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها} (٥)

فهذه النصوص تثبت بجلاء دوام الجنة والنار، وأن المنكرين ذلك ليس لهم أي جليل أي دليل إلا مجرد الاستبعاد وهو ليس بدليل، وإلا ما قاسوه بأخيلتهم الضعيفة، ولئن نازع هؤلاء في دوامهما فقد نازعوا في وجودهما الآن، حيث نفوا ذلك وأصروا على عدم وجودهما الآن بدليل أن الجنة لو كانت موجودة الآن لما ذكر في الأحاديث أن الأعمال الصالحة يغرس لصاحبها شجر في الجنة، ونسوا أن البيت الجميل المتكامل البناء والحسن، لا يمنع أن يزداد فيه من أنواع التحسينات والنقوش والزخرفة ما يزيده جمالاً وحسناً.

وقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم أدلة على وجودهما الآن بما لا يخفي إلا على أهل البدع، فقد قال تعالى عن الجنة: (أعدت للمتقين} (٦) .


(١) أخرجه البخاري ٨/ ٤٢٨، ومسلم أيضا.
(٢) سورة البقرة: ٨١.
(٣) سورة البينة: ٨.
(٤) سورة البقرة: ١٦٧.
(٥) سورة فاطر: ٣٦.
(٦) سورة آل عمران: ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>