للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورتب الله الحدود ومصالح الناس على هذا القدر ".

فالله تعالى خلق ظلما من اتصف به من الناس كان ظالما، وخلق كذبا من اتصف به كان كاذبا، وخلق طاعة من اتصف بها كان مطيعا، وقد ورد في الحديث: إن الله تعالى لو عذب أهل سمواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم " (١) .

وأما بالنسبة لاستدلالهم بالآية الكريمة: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} (٢) .

فقد فسروا التفاوت هنا بالحكمة، بينما الصحيح أن التفاوت المنفي هنا هو التفاوت في الخلقة، أي لا يوجد في خلق السموات والأرض من تفاوت، أي من عيب أو خلل، لقلة استوائهما بل هما في أدق تناسب وإتقان، فالمقصود بنفي التفاوت في الخلقة وليس في الحكمة كما فسروه.

وهناك آيات أخرى استدلوا بها ذكرها القاضي عبد الجبار في كتابه شرح الأصول الخمسة (٣) .

ويلتحق بمسألة العدل مسائل من أهمها:

الصلاح والصلح، واللطف من الله تعالى، وإرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام.

والصلح: كلمة محببة إلى النفوس، لأنها ضد الفساد.


(١) أخرجه أبو داود ٥ / ٧٥، وابن ماجة ١/٣٠، وأحمد ٥/١٨٥.
(٢) سورة الملك: ٣.
(٣) انظر: شرح الأصول الخمسة ص ٣٥٤، ٣٦٢ تحت عنوان جانبي " آيات من القرآن تدل على أن الله لا يخلق أفعال العباد ".

<<  <  ج: ص:  >  >>