للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل يجمعون الخمسة الفروض.

وليس هذا فقط عند السرداب، بل أحياناً يكونون في أماكن بعيدة عن مشهده ويفعلون هذا إما في العشر الأواخر من شهر رمضان، وإما في غير ذلك يتوجهون إلى المشرق وينادونه بأصوات عالية، يطلبون خروجه مع أنه لا مهدي هناك. وإنما هي خرافة نفذ منها ومن غيرها أعداء الإسلام إلى الطعن في الإسلام وتجهيل حامليه، وإلا فما الداعي لمثل رفع هذه الأصوات وهذه المرابطة المضنية؟

فإنه على فرض أن هذا المهدي موجود هناك، فإنه لا يستطيع أن يخرج إلا بإذن الله، ثم إذا أذن الله له فإنه يحميه وينصره وييسر له كل ما يحتاجه، وليس هو في حاجة إلى أولئك الغلاة الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

فعملهم على كل الاحتمالات باطل لا يؤيده عقل ولا نقل، وكيف سيملأ الله به الأرض عدلاً ورخاءً بعد خروجه ولا يحميه حتى تلك اللحظات عند خروجه؟ أليس هذا تناقضاً؟

لأنه قد تقرر في عقيدتهم حسبما يؤكده الكليني في ((الكافي)) : أن الأرض لا تخلو من إمام حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، فحينئذ لا يوجد حجة، ولا تقبل توبة من أحد (١) . ومن الغريب أن يؤكد


(١) انظر للمزيد من أخباره كتاب الغيبة للطوسي، وانظر كتاب الحجة من المافي من ص ٢٦٤- ص ٢٧٧ الأبواب التالية:
باب في تسمية من رآه (ع)
باب في النهي عن الاسم (٢) وانظر كتاب الغيبة للطوسي.
باب نادر في حال الغيبة.
وانظر باب في الغيبة.
وانظر ص ٣٠٠ باب كراهية التوقيت إلى ص ٣٠٣ باب التمحيص والامتحان.
وانظر باب أنه من عرف إمامه لم يضره تقدم هذه الأمر أو تأخر.
ثم انظر باب مولد الصاحب (ع) وانظر جزء ٢ الصفحات ٢٦٤/ ٢٦٥/٢٦٦/٢٦٨
وانظر من كتب السلف: منهاج السنة ج١ ص ١٢. ٢٩ - ومختصر التحفة الإثني عشرية ص ٢٠٠، ٢٩٤ - والشيعة والتشيع ص ٣٥١ - ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>