للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم، واسمه محمد بن الحسن العسكري.

ومع كل اهتمام الشيعة بأخباره والتلهف على لقائه فلقد اضطرب كلامهم حوله وتناقضت فيه أقوالهم، ومع أنه -كما هو الصحيح عند أكثر العلماء- أنه شخصية خيالية لا وجود له إلا في أذهان الشيعة الذين يزعمون إمامته وينتظرون خروجه بعد غيبته الكبرى (١) ، ومن تلك التناقضات الشيعية ما تجده من:

١- اختلاف الشيعة في وجود محمد بن الحسن وولادته.

فقد اختلفت كلمتهم في وجود هذا الشخص، فبعضهم ذهب إلى أن الحسن العسكري مات ولم يعرف له ولد أصلاً، وقال هؤلاء بأن الحسن العسكري حين توفي ظن بعضهم أن بجاريته حملاً فوكلوا بها من يراقبها حتى تبين أن لا حمل بها.

واستدلوا أيضاً بأن الحسن العسكري حينما مات أخذ أخوه جعفر تركته، ولو كان للحسن ولد لما حصل على ذلك.

٢- وذهب آخرون إلى إثبات ولادة محمد بن الحسن، بل وحددها محمد صادق آل بحر العلوم المعلق على فرق الشيعة للنوبختي بأنها كانت يوم الجمعة منتصف شعبان على أشهر الأقوال كما زعم سنة ٢٥٥هـ، بينما الكليني في الكافي يذكر أنه ولد سنة ٢٥٦هـ (٢) ، بينما هو يقرر أنه خفي الولادة والمنشأ (٣) .

وهؤلاء الذين أثبتوا ولادته تناقضت أقوالهم واضطربت أفكارهم فيه


(١) لأنهم يزعمون أن له غيبتين: إحدهما يوم وفاة أبيه وهي الصغرى ومدتها ٨أو ٩ وستين سنة وثانيتهما: الكبرى وتبدأ من وفاة أبي الحسين على بن محمد السمري أخر السفراء الأربعة المزعمون ...
(٢) الكافي ((باب الإشارة والنص إلى صاحب الدار)) .
(٣) الكافي ج٢ ص - ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>