أيضاً، فبعضهم قال بأنه ولد بعد وفاة والده الحسن بثمانية أشهر، وكذَّبوا من زعم غير هذا كما نص عليه النوبختي.
وقال آخرون: إنه ولد قبل وفاة والده بسنين.
وقال بعضهم: بخمس سنوات.
كما اختلفوا كذلك في تحديد السنة التي اختفى فيها، فبعضهم يجعلها سنة ٢٥٦هـ، وآخرون ٢٥٨هـ، وغيرهم ٢٥٥هـ.
كما اختلفوا في اسم أمه على أقوال:
* فقيل: اسمها نرجس.
* وقيل: صقيل أو صيقل.
* وقيل: اسمها حكيمة.
* وقيل اسمها سوسن (١) .
وأقاويل أخرى كثيرة مضطربة يطول نقلها، وهذا الاختلاف كله دليل على أن هذا الإمام لم يولد وإنما هو استحساناتهم وتخميناتهم، وهذه الاختلافات تدل أيضاً على مدى تخبطهم وعلى الجهل الذي يخيم عليهم إذ كيف تخفى ولادة محمد بن الحسن العسكري وهم متأكدون -حسب شروطهم في الخلافة والإمامة ورواياتهم العديدة- أن الحسن العسكري هو الإمام الحادي شعر، ولابد أن يخلفه عقب منه هو أكبر أولاده، وهو الذي يتولى الأمر بعده، ويغسله
(١) انظر لأخبار هذا المهدي للشيعة ((كتاب الغيبة)) لشيخ الطائفة أبي محمد بن الحسن الطوسي حيث جاء بكل ما عندهم من الخرفات والأقاويل في إثباته، وانظر أيضاً كتاب فرق الشيعة للنوبختي وتعليق بحر العلوم عليها من ص ١١٥ إلى ص ١٣٢، وانظر الفصل لابن حزم ج ٤ ص ١٩٣ وصـ ١٨١ والشيعة والتشيع ص ٢٧٣ إلى ص ٢٨٢.