للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من انقطاع النبوة، وتظاهروا بالإسلام لتحقيق مطامعهم، ولم يكونوا وحدهم في هذا الميدان، بل وجدوا من يشجعهم ويمدهم بالمال وهم المستعمرون الذين رأوا أن هؤلاء هم أفتك الأسلحة لتفريق كلمة المسلمين وإرجاعهم إلى الذل والوثنية، فربُّوهم على أيديهم وأمدُّوهم بكل ما يحقق أحلامهم.

وقد ذهب هؤلاء المغرمون بدعوى النبوة إلى تأويل النصوص الواردة في ختم النبوة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم تأويلاً شنيعاً باطنياً، سواء كانت تلك النصوص من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} . سورة الأحزاب: ٤٠.

أو كانت من السنة النبوية، مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وحتى يبعث دجالون كذَّابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله)) (١) .

أو قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) (٢) .

متلاعبين بمعانيها على حسب ما يخدم عقائدهم الإلحادية، غير عابئين بما اتفق عليه المسلمون من معانيها أو بما تدل عليه اللغة العربية التي أنزل الله بها القرآن الكريم وشرَّفها به، وجعلها أفضل اللغات وجعلها مفخرة كل مسلم في كل مكان من الأرض، وصار هؤلاء يتخبطون في كل أمر يريدونه، لا يرجعون فيه إلى أهله، ولا أدل على هذا من إجماع المسلمين كلهم وإجماع كل اللهجات العربية على أن الختم معناه آخر الشيء ونهايته، بينما معناه عند هؤلاء يختلف عن ذلك تماماً.


(١) أخرجه البخاري ١٣ / ٨٨.
(٢) البخاري ٧/ ٧١، والترمذي ٥/ ٦٤١، وابن ماجه ١/٤٣، وأحمد ٣/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>