فهو عندهم إما أن يكون بمعنى الأفضل أو الزينة أو غير ذلك مما سنذكره إن شاء الله عنهم، ومما لا يجهله طلاب العلم أن هذه المعاني التي جاءوا بها هي واهية كبيت العنكبوت، وتدل كذلك على فراغهم من العلم ورغبتهم في الخروج على منهج الله تعالى بتلك التأويلات الفاسدة، التي لا تدل عليها اللغة ولا أقوال أهل العلم.
والواقع أن هؤلاء الفَجَرَة أمثال أحمد القادياني أو حسين علي المازندراني زعيم البهائية أو غيرهم- قد أحدثوا فوضى في مفهوم النبوة بحماقتهم؛ ففقدت كلمة النبوة جلالتها وحُرمَتُهَا وقداستها في نفوس بعض الناس؛ إذ هَانَ على أصحاب المطامع والنفوس المريضة بصفة عامة بعد هؤلاء أن يتنبئوا، خصوصاً وقد أنسوا من أعداء الإسلام تعاطفاً معهم وحماية لهم.
إضافة إلى ما أحدثته هذه النبوءات الكثيرة المزعومة من بلبلة أفكار المسلمين واضطرابهم وتمزيق وحدتهم وإفلاسهم الروحي العميق، لقد أضافت الحركة القاديانية إلى الاضطراب والجهل بالدين وتشتيت كلمة المسلمين وتضارب أفكارهم في الهند وفي غير الهند- أضافت هذه الحركة حينما جاءت في ذلك الليل البهيم تمزيقاً جديداً لوحدة المسلمين وتباعداً بينهم، وأخذ بعضهم يكفر البعض الآخر وضعفت كلمتهم.
وأسهمت بريطانيا -العدو الأكبر للمسلمين- في محاولة الإجهاز على البقية من تعلق المسلمين بدينهم ووحدتهم في الهند، وفي كل مكان وصلت إليه أقدامهم النجسة في تلك الحقبة التي ظهر فيها الغلام بدعوته الخرافية المشئومة، وكذلك المرزا حسين علي المازندراني في إيران وفي فلسطين، وقبله علي محمد الشيرازي. وللباطل صولة ثم يضمحل.