للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها تستعمل فيهن دون الرجال، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (يا نساء النبيء من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما)

وما جاء من بيانها بالذكر والأنثى، كقوله سبحانه وتعالى جل من قائل: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى) وكقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله سبحانه وتعالى إليه " فقالت أم سلمة ـ رضي الله سبحانه وتعالى عنها ـ: فما تصنع النساء بذيولهن (١).

ومثل من في ما ذكر ما.

وفي شبيه المسلمين اختلفوا

معناه أنه اختلف كذلك في عموم المسلمين ونحوه مما يستعمل من الجموع بعلامة التأنيث في المؤنث، وبحذفها في المذكر، هل يتناول الإناث؟

قال في النشر: قال في التنقيح: والصحيح عندنا اندراج النساء في خطاب التذكير، قاله القاضي عبد الوهاب اهـ

قال: وكذا الحنابلة، وصححه بعض الشافعية اهـ

وعزى في الإرشاد عدم دخولهن للجمهور.

وحجة القائل بالتناول: عادة العرب في تغليب المذكر على المؤنث إذا قصدت ذكرهما معا، استثقالا لإفراد كل بالذكر.

وقال في الإرشاد: قال ابن الأنباري: لا خلاف بين الأصوليين والنحاة في أن جمع المذكر لا يتناول المؤنث بحال، وإنما ذهب بعض الاصوليين إلى تناوله الجنسين، لأنه لما كثر اشتراك الذكور والإناث في الأحكام لم تقصر الأحكام على الذكور، قال الزركشي ـ رحمه الله سبحانه وتعالى ـ في البحر: وحاصله الإجماع على عدم الدخول حقيقة، وإنما النزاع في ظهوره، لاشتهاره عرفا.


(١) رواه الترمذي والنسائي، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>