أشار - رحمه الله سبحانه وتعالى - بهذا إلى رجحان مذهب الإمام مالك - رحمه الله سبحانه وتعالى -.
والشأو: الغاية، والمعنى أن الإمام مالكا - رحمه الله سبحانه وتعالى - رزقه الله - سبحانه وتعالى - نظرا حسنا، وفهما جيدا، في الكتاب والسنة، وما يتفرع عنهما، مع ما جاء في الحديث الشريف " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة "(١) فقد كان أهل العلم يرون أنه المقصود في الحديث.
وبراعته - رحمه الله سبحانه وتعالى - في فهم الشرع في الجملة، بلطف المأخذ، وحسن المنزع، وجودة استخراج المناطات، وقوة المدارك، وغير ذلك، مع شدة التعلق بالسنن، وعمل السلف، كل ذلك مشهور والله سبحانه وتعالى أعلم.
والخلف في تقليد ميت، وفي … بيع طروس الفقه الان قد نفي
اختلف في تقليد الميت، فذهب الجمهور إلى جوازه، وذهب الإمام الرازي ـ رحمه الله سبحانه وتغالى ـ إلى منعه مطلقا، وقيل: يجوز إن لم يوجد مجتهد حي.
لكن حكى ابن عرفة - رحمه الله سبحانه وتعالى - أن الإجماع اليوم منعقد على جواز تقليد الميت، لفقدان المجتهدين، وإلا تعطلت الأحكام، نقله في النشر، وهو مشكل.
ونقل عن حلولو - رحمهما الله سبحانه وتعالى - أنه قال: ويجري عندي في هذه المسألة الكلام في بيع كتب الفقه، فإن الخلاف الواقع فيها، إنما هو حيث كان المجتهدون موجودين وأما اليوم فلا يختلف في بيعها، كما صرح به اللخمي - رحمه الله سبحانه وتعالى - قال في تعليل ذلك: وإلا أدى إلى تعطيل الأحكام اهـ
والطروس: جمع طرس - بكسر الطاء - وهو الكتاب.
ولك أن تسأل للتثبت … عن مأخذ المسؤول لا التعنت
ثم عليه غاية البيان … إن لم عذر بالاكتنان
معناه أنه يجوز للعامي، سؤال العالم عن مأخذه في ما أفتاه به، إذا كان ذلك على وجه
(١) رواه الترمذي وحسنه، ورواه الإمام أحمد، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.