أعتق رقبة " (١) فالسياق مقتض علية الوقاع للإعتاق، وإلى هذا الإشارة ببقية الأبيات.
فتحصل أن اللفظ يدل على ثمانية أشياء، وهي:
المنطوق بنوعيه: النص والظاهر، والدلالة عليه من وضع اللفظ دون توقف على شيء. ومفهوم الموافقة بنوعيه: الأولى والمساوي، والدلالة عليهما بالنظر إلى المعنى المنوط به الحكم، كما تقدم بيانه.
ومفهوم المخالفة، وهو أنواع، سيأتي ذكرها قريبا ـ إن شاء الله سبحانه وتعالى ـ والدلالة عليه من جهة اقتضاء التقييد، اختصاص المذكور بالحكم، وانتفاءه بانتفاء القيد ـ مثلا ـ أو اقتضاء العلية دوران الحكم مع المعنى وجودا وعدما.
وتوابع المنطوق الثلاثة: الاقتضاء، والإشارة، والإيماء.
ودلالة اللفظ على الأولين التزامية.
والفرق بينهما: توقف الصدق أو الصحة في الاقتضاء دون الإشارة.
وأما دلالة الإيماء فهي دلالة سياقية، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وغير منطوق هو المفهوم .........................
أشار بهذا إلى أن المفهوم هو ما دل عليه اللفظ في غير محل النطق.
وينقسم المفهوم إلى مفهوم موافقة، ومفهوم مخالفة، وإلى الأول منهما أشار بقوله:
منه الموافقة قل معلوم
يُسْمى بتنبيه الخطاب، وورد … فحوى الخطاب اسما له في المعتمد
ومعنى البيت الثاني، أن مفهوم الموافقة يسمى بتنبيه الخطاب، وفحوى الخطاب، كما أشار له بالبيت، وأشار إلى تعريفه بقوله:
إعطاء ما للفظة المسكوتا … من باب أولى نفيا أو ثبوتا
ومعناه أن مفهوم الموافقة، هو ثبوت حكم المنطوق للمسكوت عنه على وجه الأحروية، سواء كان ذلك في سياق النهي أو غيره، كان إثباتا، أونفيا.
(١) متفق عليه.