للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا أحمد بن سليمان الطّوسى، قال: حدثنا الزبير بن بكّار، قال: حدثنى إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنى أبو بكر بن أبى أويس، عن عبد الرحمن بن أبى الزّناد، عن هشام بن عروة، قال: سمع عروة بن الزبير من ابن له شعرا، وكان ابنه ذلك يقول الشعر، فقال له: يا بنى، أنشدنى. فأنشده حتى بلغ ما يريد من ذلك، فقال له:

يا بنى، إنه كان شىء فى الجاهلية يقال له الهزروف بين الشعر والكلام، وهو شعرك! قال الزّبير: وحدثنى عمّى مصعب بن عبد الله مثله إلّا أنه لم يسنده إلى عبد الرحمن بن أبى الزناد إلّا أنّ عمى قال: فقال له عروة بن الزّبير: يا بنى، إنه كان يقال فى الجاهلية للناقص قائمة: الهزروف، وهو شعرك هذا.

حدثنيه محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن أبى خيثمة، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيرى، قال: بلغ عروة بن الزّبير أنّ ابنه عبد الله يقول الشعر، فدعاه يوما، فقال: أنشدنى. فأنشده، فقال له: إنّ العرب تسمى الناقص القائمة من الدوابّ التى تمشى على ثلاث قوائم: الهزروف؛ فشعرك هذا من الهزروف.

حدثنا أحمد بن سليمان الطوسى، قال: حدثنا الزّبير بن بكار، قال: حدثنى عثمان بن عبد الرحمن [٢٢٢] ، قال: حضرت مجلس أبيك أبى بكر بن عبد الله بن مصعب. وعنده عبد العزيز بن عمران الزهرى، وكان عبد العزيز يقول شعرا ضعيفا، فقال له أبو بكر: عجب لك يا أبا عبد الرحمن مع عقلك! كيف تقول ضعيف الشعر! فقال له عبد العزيز: أصلحك الله! إن كثيّرا أنشد طلحة بن عبد الله بن عوف قوله:

وإنى على سقمى بأسماء والذى ... تراجع منى النفس بعد اندمالها

لأرتاح من أسماء للذّكر قد خلا ... وللرّبع من أسماء بعد احتمالها «٢»

فقال له طلحة: إنك لقائل هذا الشعر يا أبا صخر! فقال كثير: كأنك عجبت لجودة شعرى مع رأيى! قال: نعم. قال كثير: إنّ عقلك نفذ لك فى شعرى، ولم ينفذ لك فى رأيى. ثم قال عبد العزيز لأبى بكر: وعقلك أصلحك الله نفذ لك فى معرفة عقلى، ولم ينفذ لك بصرك فى شعرى.

<<  <   >  >>