للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٠ - الشِّيعَةُ وَبَرَاءَةُ الأَئِمَّةِ:

يرى الشيعة أَنَّ إمام المسلمين لا يعنيه إلاَّ الله تعالى ويفوضه في أمور الدين وهذا ما جعلهم يقولون بعصمة الأئمة مستدلين بقول الله تعالى:

الاِخْتِلاَفُ حَوْلَ الأَئِمَّةِ:

تثبت الإمامة لدى الشيعة بنص صريح متواتر أو بالمعجزة (١) والإمامة والنص هو حديث غدير خُمْ، فيقولون إنَّ النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقف في غدير خُمْ (وهو مكان بين المدينة ومكة) وذلك عند عودته من حجة الوداع وخطب في الناس بعد أنْ رفع يد الإمام علي بن أبي طالب بجانب يده - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأعلن إمامة الإمام علي وحدد المعصومين من بعده، وقد أنكر علماء الحديث من أهل السُنَّة هذه الرواية وأثبتوا أَنَّ عليًا كان في اليمن خلال حجة الوداع، ثم يختلفون في بيان الأئمة، فبعد اتفاقهم على الإمام علي بن أبي طالب، اختلفوا في الأئمة من بعده.

فمنهم من حصرها في ذرية الإمام علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - من السيدة فاطمة ومنهم من وقف عند إمام ثم حصرها في ذريته أو في إخوانه (٢).

كما أنه يوجد خلاف فيما بينهم في الأئمة بعد الإمام جعفر الصادق.

فمنهم من يرى أنَّ الإمامة بعد الإمام جعفر الملقب بالكاظم وتلاه علي بن موسى الرضا، ومحمد النقي وعلي النقي والحسن العسكري ومحمد المهدي، الذي اختفى في مدينة سُرَّ من رأى (سامراء) بالعراق وكان عمره خمس سنوات وما زالوا


(١) " أصل الشيعة وأصولها ". محمد حسين آل كاشف الغطاء: ص ١٠٧. و " شرح العقائد النسفية ". سعد الدين التفتازاني: ص ١٤١ و " نهاية الإقدام في علم الكلام " للشهرستاني. طبعة بغداد: ص ٤٨٠، و" المذاهب الإسلامية " للشيخ محمد أبو زهرة: ج ١ ص ٥٧.
(٢) " محاضرات في الملل والنحل " للكتور حمدي عبد العال: ص ١٣١.

<<  <   >  >>